هذه الليلة تخنقني خيبة كبيرة , لم أبكي بعدها .. الـدَّمع جفّ !
لمَ تصرّ الـدُّنيا على إيذائي ! تتصرّف معي بكبرياء , تنكأ على جرحي كلّ لحظة ,
و تُطالبني بالبُكاء , وأصمد .. ليس لأني قويّة ؛ لكنّ البكاء تكوّر فيّ وانتهى ..
أجرّ بؤسي معي , آوي إلى ركنٍ بعيد , وحدهُ من يسمعُني , ويبكي معي , ويطبطب على كتفي .. لا أبكي , تحيطني غصّة فقط ..
أوَ كلّما ورايتُ أحزاني جاء من يبعثرها من جديد !
من يُشعرني أنّي تافهة جداً ! وأنّ الغياب أفضل الحلول لي !
أيا حزني المُحيط بي متى أسلو عن هذه الحياة , وأباركُ عُطل ذاكرتي السوداء ,
التي تنفتقُ مع أول وجع يُطرق , وتظلّ ترشقني بأيام طويتها وتناسيت أنها حدثتْ معي بكلِّ ذاك السوء والمرارة ,
و أتأمّل كيف أني بائسة إلى هذا الحدّ ..!
ولم أعد أتحمّل مزيدًا من لوم , وعتاب , وشقاء , و مزاجٍ متقـلّب يرفعني تارة , ويخرجني وراء الأُطر تارات أُخر ..
ضاقت بي الحياة لأني أُخفي أحزاني , وأتظاهرُ بالخير ..
ويؤسفني أني انتهيت أخيرًا ورأيت الصّمت وحده من يعتني بي ويشذِّ بي من علليّ , ويحفظ لي ماتبقى من شرودٍ مفضوح ..
لم يعُد لي رغبة في الحضور , ولا الحديث , ولا اللقاءآت المبتورة , آخر الحلوُل الغياب , وقائمة الانتظار ..
حتّى قائمة الانتظار هذه الفترة لستُ كفؤا لوجودي فيها بهذا السوء بينها , أؤمن أنّ الغياب أفضلُ من حضورٍ أخيرٍ مبتور ..
بتُ أعلمُ بأن هذا الحزن أكبر من صبري وصدري ‘ ولا أشكو لأحد !